تعديل

.

الأحد، 28 أكتوبر 2012

الإصحاح الثاني من سفر اشعياء النبى

الإصحاح الثاني

هنا يتكلم عن مجد المسيحية ودخول عديدين لها وأنها ستدخل السلام للعالم، وتبدأ هذه الموعظة بأيام مجيء المسيح حين تبدأ أورشليم السماوية بنهآية أورشليم الأرضية (عب 12 : 22 + غل 4 : 26) فحينما حزن إشعياء علي خراب أورشليم رفع الله عينيه ليري أورشليم الجديدة أي الكنيسة.
وغالباً فهذا الإصحاح كتب في أوائل أيام أحاز حيث الأرض مملوءة ذهباً وفضة وأيضاً امتلأت الأرض أصناما وهذا لم يكن في أيام عزيا أو حزقيا أو يوثام.
آية (1) الأمور التي رآها اشعياء بن أموص من جهة يهوذا و أورشليم.
أنشغل قلب النبي بمصير يهوذا وأورشليم وربما بكي عليهم فعزاه الرب بهذه الرؤيا كما فعل الرب مع دانيال وحزقيال.
الآيات (2-4) و يكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال و يرتفع فوق التلال و تجري إليه كل الأمم.و تسير شعوب كثيرة و يقولون هلم نصعد إلى جبل الرب إلى بيت اله يعقوب فيعلمنا من طرقه و نسلك في سبله لأنه من صهيون تخرج الشريعة و من أورشليم كلمة الرب.فيقضي بين الأمم و ينصف لشعوب كثيرين فيطبعون سيوفهم سككا و رماحهم مناجل لا ترفع امة على امة سيفا و لا يتعلمون الحرب في ما بعد.
هذه الآيات وردت بالنص في ( مى:4 : 1-4) وكأن الله يريد أن تقوم كلمته علي فم شاهدين. فالروح القدس الذي
أوحي لإشعياء بهذه المواعيد الثمينة التي تشير لكنيسة العهد الجديد هو نفسه الذي أوحي لميخا بهذا. هنا نري
تأسيس الكنيسة المجيدة وسر مجدها أن مسيحها في وسطها.
آية (2) ويكون في أخر الأيام = عبارة إصطلاحية عند الأنبياء تعني إما أيام الإنجيل ونهآية اليهود كشعب الله أو نهآية العالم.
جبل بيت الرب = المسيح هو الجبل الذي رآه دانيال يملأ الأرض كلها (دا 2 : 35) وهو صخرتنا (1 كو 10 : 4) والمسيح أسس كنيسته علي جبال فهو هزم الشيطان علي جبل وقدم تعاليمه علي جبل وصلب علي جبل وتجلي علي جبل وصعد علي جبل. لأن الجبال تدل علي الثبات والعلو وهو صخرتنا الثابتة. فيه نحتمي وهو العالي السماوي وهكذا الكنيسة فهي ثابتة وسماوية. وبيت الرب هو جسد المسيح أي كنيسته التي سيؤسسها في أخر الأيام أي أيام مجيئه وفدائه. فيكون جبل بيت الرب هو المسيح بجسده. يكون ثابتاً في رأس الجبال = فهو رأس الكنيسة والمؤمنين فيها تشبهوا بمسيحهم فصاروا جبالاً، وهو رأس هذه الجبال. ويرتفع فوق التلال مهما أرتفع أي شيء آخر (كالناموس وشرائعه) لن يزيد عن كونه تلاً بالمقارنة بالجبال، وهذا هو سمو المسيحية. وتجري إليه كل الأمم = أمام هذا السمو يجري إلي المسيح وكنيسته جميع الشعوب معلنين إيمانهم به، حين يرون تأثير وجود المسيح في وسط كنيسته، وأنه سرقوه وفرح وعزاء كنيسته.
آية (3) هلم نصعد إلي جبل الرب = كل واحد يدعو الآخر للإيمان بالمسيح. ولنلاحظ أن القانون الطبيعي أن الماء ينزل من الأعالي ومن رؤوس الجبال للوديان ولكن عمل نعمة الروح القدس هو أن يأخذهم الروح ويصعد بالمؤمنين إلي السماويات. تسير شعوب كثيرة = هنا نري زيادة عدد المؤمنين بكثرة والكل يحاول أن يحيا في السماويات. بيت إله يعقوب = يعقوب هنا إشارة للكنيسة التي شابهت يعقوب في إيمانه وجهاده مع الله. فيعلمنا من طرقه هنا نري دور الروح القدس الذي يعلمنا كل شيء ( يو 14 : 26) لأن من صهيون تخرج الشريعة = معروف أن شريعة اليهود خرجت من سيناء لذلك فهو هنا يتحدث عن شريعة جديدة هي المسيحية التي تخرج من أورشليم للمسكونة كلها. الشريعة هنا هي الكتاب المقدس الذي سيصير دستوراً للإيمان. ومن صهيون كان يجب أن يخرج الإنجيل لكي تتضح العلاقة بين العهد الجديد والعهد القديم وأنه لا تعارض بينهما. وفي أورشليم عاش المسيح وصلب وقام وصعد إلي السموات وتلاميذه بدأوا خدمتهم أولاً من أورشليم. وإذاَ فالمسيح خرج من أورشليم وهو كلمة الرب ومنها خرجت الكرازة (من أورشليم) بواسطة الرسل.
آية (4) فيقضي بين الأمم = الأمم التي عاشت علي العداوة والحروب سابقاً بعد أن آمنوا بالمسيح صاروا يسلكون بالسلام والمحبة، ويتحول بولس مضطهد المسيحية إلي بولس أعظم كارز بالمسيحية. وينصف شعوب كثيرين = هذه الأمم كانت بعيدة عن الله فظلمها الشيطان وجاء المسيح لينصفها ويخلصها من يده.
فيطبعون سيوفهم سككاً = السكة هي جزء حديدي تحرث به الأرض هنا نري وصف للسلام الذي يتمتع به المؤمنين وهم عوضاً عن الحرب سيحرثون أرضهم ويعيشون في سلام وفي عمل بناء. وروحياً فعوضاً عن أن يهتم المؤمن بالحروب والخصومات مع أعدائه سيهتم بأن يحرث نفسه ليتوب وينقي أرضه لكي تصير صالحة وتثمر فيها كلمة الله ويصبح بهذا سماوياً. المناجل = أدوات زرع وحصاد، وهكذا كان بولس يزرع ويروي والله ينمي، هو كان يكرز ويحصد في حقل الله. بل أن هذا حدث حرفياً فالحروب قلت جداً أيام المسيح وحدث سلام بين السماء والأرض، وأخذوا يعتنون بالمرضي والأسري، أما في الماضي فكانت الحروب مذابح حتي للنساء والأطفال. فيطبعون سيوفهم = أي يتحول حديدها لأشياء نافعة. وروما تحولت من سفك الدماء إلي كرسي روما.
آية (5) يا بيت يعقوب هلم فنسلك في نور الرب.
هلم فنسلك في النور = المسيح هو نور العالم والكنيسة صارت نور للعالم بالمسيح الذي فيها. هذه دعوة لليهود أن يرفعوا البرقع من علي عيونهم ويؤمنوا بالمسيح الذي جاء ليخلصهم. أما في زمن إشعياء فهذه تعني أن لنا مستقبل مجيد فلنسلك بطهارة وتوبة وبما يليق بهذا المستقبل.
آية (6) فانك رفضت شعبك بيت يعقوب لأنهم امتلئوا من المشرق و هم عائفون كالفلسطينيين و يصافحون أولاد الأجانب.
الخطاب هنا موجه لله أنه رفض شعبه بسبب خطاياهم ولنلاحظ أن رفض اليهود كان بدآية لقبول الأمم وانتشار المسيحية في العالم كله (رو 11 : 12- 15). إمتلأوا من المشرق = أي خرافات المشرق مثل السحر. العائفون = هم من يتفاءلون ويتشاءمون من أصوات الطيور وعليها يحسبون المستقبل (كمن يتشاءم الآن من صوت البوم) يصافحون أولاد الأجانب = معجبون بوثنيتهم.
الآيات ( 7، 8) و امتلأت أرضهم فضة و ذهبا و لا نهآية لكنوزهم و امتلأت أرضهم خيلا و لا نهآية لمركباتهم. و امتلأت أرضهم أوثانا يسجدون لعمل أيديهم لما صنعته أصابعهم.
استغنوا من المظالم واستغلال حقوق المساكين والضعفاء وجاء لهم جيوشاً للحرب اعتمدوا عليها وليس علي الله وهذا عكس ما يطلبه الله، فالله يطلب الاعتماد عليه فقط وليس الاعتماد علي المال والقوة، لذلك تركهم الرب.
آية (9) ينخفض الإنسان و ينطرح الرجل فلا تغفر لهم.
وينخفض الإنسان = هذا ما يحدث لمن يعبد الأوثان إذ ينحني لصنعة أيديه بدلاً من السجود لخالقه.
الآيات (10 - 22) تشير للخراب الذي حدث لليهود بسبب كبريائهم، وهذا الخراب جزئياً أيام أشور وكليا في أيام بابل ثم الرومان، بل يشير لخراب كل متكبر أمام الله ولا مهرب من هذا الخراب سوي بالالتجاء إلي الله والهروب له.
الآيات (10 - 11)ادخل إلى الصخرة و اختبئ في التراب من أمام هيبة الرب و من بهاء عظمته. توضع عينا تشامخ الإنسان و تخفض رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم.
هنا نري الله يعرض حلولاً للهرب من هذا الخراب.
1- الإتضاع = إختبيء في التراب = قال إبراهيم حين وقف أمام الرب "أنا تراب ورماد". وموسي قال أنا مرتعب ومرتعد. والعكس حينما يبتعد الإنسان عن الله تزداد ثقته في نفسه وقدراته (برج بابل كمثال) ولكن يأتي يوم حين يقول هؤلاء المتكبرين للجبال غطينا (رؤيا 6 :15) حين يسمو الرب وحده في ذلك اليوم
2- الدخول إلي الصخرة = والصخرة هي المسيح. أي الثبات فيه والإختفاء فيه وهكذا دخل موسي إلي الصخرة ليري مجد الله (خر 33).
الآيات (12-14) فان لرب الجنود يوما على كل متعظم و عال و على كل مرتفع فيوضع. و على كل أرز لبنان العالي المرتفع و على كل بلوط باشان. و على كل الجبال العالية و على كل التلال المرتفعة.
أرز لبنان العالي = كنآية عن المتكبرين والملوك والقادة المتعجرفين، الجبال العالية = الممالك العظمي، التلال المرتفعة = الممالك الصغرى المتكبرة. وليس شيء يحطم كبرياء الإنسان مثل ملاقاته مع الله فيكشف انه لا شيء ويتحطم كبريائه ولكن لا تتحطم نفسه بل يشفي ويمتلئ رجاء في الرب.
آية (15) و على كل برج عال و على كل سور منيع.
كان عزيا قد بني أبراجاً في البرية وفي أورشليم (2 أي 26 : 9، 10) وكذلك يوثام، ويكون المعني ببطل الاتكال علي الذراع البشري. وهذا هو معني الآيات القادمة أيضاً (16، 17) أي بطل الاتكال علي القوة. والأبراج العالية تشير أيضاً للبر الذاتي.
الآيات (16، 17) و على كل سفن ترشيش و على كل الأعلام البهجة. فيخفض تشامخ الإنسان و توضع رفعة الناس و يسمو الرب وحده في ذلك اليوم.
ترشيش هي الجزء الجنوبي من أسبانيا ولذلك كانت سفن ترشيش أكبر السفن وأعظمها. وترشيش تشير للإنهماك في التجارة والمال والترف والغني علي حساب الاهتمام بالنفس ظانا في الغني أنه مصدر سلام.
الآيات (18، 19) و تزول الأوثان بتمامها. و يدخلون في مغاير الصخور و في حفائر التراب من أمام هيبة الرب و من بهاء عظمته عند قيامه ليرعب الأرض.
هذه تحققت حرفياً بعد سبي بابل، فقد زالت العبادة الوثنية تماماً بعد السبي، الذي اختبأ فيه الناس في مغاير الصخور وحفائر التراب = حين يتخلي الإنسان عن كل ما إعتمد عليه ويجد نفسه محروماً من كل ما إعتبره حمآية له.
آيات (20،21) في ذلك اليوم يطرح الإنسان أوثانه الفضية و أوثانه الذهبية التي عملوها له للسجود للجرذان و الخفافيش. ليدخل في نقر الصخور و في شقوق المعاقل من أمام هيبة الرب و من بهاء عظمته عند قيامه ليرعب الأرض.
عندما يكتشف الإنسان بطل العبادة الوثنية يلقي بالأوثان التي كان يعبدها. وهذا سيحدث بعد أن تنكسر كبريائهم كما سبق. وهذا ما حدث بعد سبي بابل فعلاً. شقوق المعاقل = يهربون من الحصار المفروض عليهم وهذا ما حدث فعلا حين حاول صدقيا الملك الهرب من شقوق السور فألقي البابليون القبض عليه وقتلوه.
ملحوظة : قد يكون تحقيق الآيات (10 : 21) في أيام المجيء الثاني بعد الختم السادس فكثير من آيات الدينونه
تنطبق علي الأيام الأخيرة.
آية (22) كفوا عن الإنسان الذي في انفه نسمة لأنه ماذا يحسب.
أي لا تعودوا تعظمون البشر (حدث هذا مع هيرودس فأكله الدود ومع نبوخذ نصر فجن وصار كالحيوان) الذي في أنفه نسمة = أي ضعيف ويموت سريعا. أي عليكم أن تدركوا خطأ الاعتماد علي الذراع البشري وليصمت كل إنسان فهو لا شيء.

0 التعليقات:

إرسال تعليق