كل يوم هندرس مع بعض
اصحاح فى الكتاب المقدس
وان شاء الله سفرنا
النهردا
تَفْسِير سِفْرُ إِشَعْيَاءَ
المقدمة
الملوك
الذين عاصرهم إشعياء النبي :
ملك وهو إبن
16 سنة وملك 52 سنة، عمل ما هو مستقيم في عيني الرب ولكنه لم ينزع المرتفعات وكان
أبرصاً ولذلك بقي في بيت المرض. وكان يوثام هو الذي يحكم ( 2 أي 26 :3 ). بدأ عزيا
بدآية حسنة فأنجحه الله وخرج وحارب وهزم الفلسطينيين وإمتد أسمه إلي مدخل مصر حيث
أنه تشدد جداً وبني أبراجاً وامتدت الزراعة في أيامه وكان له جيش قوى (307500)
مسلحين بآخر إختراعات الحرب ولكن إرتفع قلبه ودخل ليبخر أمام مذبح البخور فإجتمع
حوله 80 كاهنا يقولون له ليس لك يا عزيا. فحنق عليهم وفي يده المجمرة وعند ذلك خرج
البرص في جبهته أمام الكهنة فطردوه. ولما مات دفنوه في حقل المقبرة بدلاً من مدافن
الملوك بسبب برصه. وفي السنة الثانية والخمسين لملكه ملك فقح بن رمليا علي إسرائيل
وفي أيامه جاء لتغلث فلاسر ملك أشور وسبا جزء
كبير من إسرائيل. هو مثال لمن بدأ حسناً وباركه الله ووفقه ثم تكبر
فسقط.
2- يوثام
كان إبن 25
سنة حين ملك، وملك 16 سنة وعمل ما هو مستقيم أمام الرب إلا أنه لم يزيل المرتفعات
وحاربه رصين ملك أرام وفقح بن رمليا ملك إسرائيل (2مل 15 : 37). وكان السبب في ذلك
فساد الشعب (2أي 27 : 2)
3-
أحاز
ملك في
السنة 17 لفقح بن رمليا وملك وهو إبن 20 سنة وملك 16 سنة ولم يعمل المستقيم في عيني
الرب إلهه كداود أبيه. وسار في طريق ملوك إسرائيل وعبر إبنه في النار وذبح وأوقد في
المرتفعات وأغلق أبواب الرواق وأطفأ سرج المنارة ولم يوقد بخوراً ولم يصعد محرقات
(2 أي 29 :7). وصعد عليه رصين ملك أرام وفقح ملك إسرائيل وحاصروا يهوذا ولكنهم لم
يقدروا أن يغلبوه ولكنهم أخذوا منه إيله وقتل فقح من يهوذا 120.000 قتيل وقتل إبن
الملك وسبا منهم 200.000 من النساء والبنين. وكان نبي في إسرائيل رفض السبايا وأمر
بعودتهم فأعادوهم (2 أي 28) وضربه كذلك الأدوميين.
وأرسل أحاز
رسلا لتغلث فلاسر قائلا أنا عبدك وأبنك، اصعد
وخلصني من يد ملك أرام وملك إسرائيل، وأرسل له الذهب والفضة التي كانت في بيت الرب
هدية. فصعد ملك أشور وقتل رصين ملك أرام (دمشق) وأخذها وسباها. وكان رأي إشعياء عدم
التحالف مع أشور لأنه رأي بروح النبوة أن الله سيخلص بدون اللجوء لأشور، أما اللجوء
لأشور فسيجلب الذل علي يهوذا وصعد أحاز إلي دمشق ليؤدي فروض الولاء والطاعة لتغلث فلاسر ملك أشور. وهناك رأي مذبح أشوري فأعجبه
فأمر بصنع مثله للهيكل (ربما لإرضاء ملك أشور) ووضع المذبح الأساسي جانباً وأصبحت
الذبائح تقدم عليه. ونزع المر حضة من علي الثيران ووضعها علي رصيف من الحجارة. وفي
السنة الثانية عشرة لأحاز ملك هوشع بن إيله علي السامرة. وفي أيام هوشع صعد عليه
ملك أشور وأوقع عليه الجزية، واكتشف ملك أشور أن هوشع يتأمر مع مصر فحاصره 3 سنين
ثم سبا إسرائيل. وتفاصيل خطايا إسرائيل مذكورة في (2مل 17) التي بسببها وقع السبي.
ومن خطايا أحاز أنه ذبح لآلهة أرام وكان منطقه أن هذه الآلهة تساعد ملك أرام وحينما
يذبح هو لها سوف تساعده وحينما مات دفنوه في المدينة ولم يرضوا أن يأتوا به لمقابر
ملوك يهوذا لشروره، ومن أشهر أعماله أنه صنع ساعة (مزولة) علي درجات سميت درجات
أحاز.
الحالة
السياسية في أيامه : كانت يهوذا محصورة بين قوتين عظميين هما مصر وأشور وهذا جعلهم
يفكرون في التحالف مع واحدة ضد الأخرى.
4- حزقيا :
ملك في
السنة الثالثة لهوشع ملك إسرائيل وكان عمره 25 سنة ملك 29 سنة وعمل المستقيم وأزال
المرتفعات وفتح الهيكل ورممه وطهره وأمر الكهنة أن يتقدسوا وعمل فصحاً عظيماً وكسر
التماثيل وقطع السواري وأزال حية النحاس(نحو شتان) وسحقها لأن اليهود عبدوها. ولم
يكن مثله. وفي أيامه نهب شلمنآصر وسبا إسرائيل ثم بعد 5 سنين من صعودهم علي
إسرائيل صعدوا علي يهوذا وأخذوا كل مدنها الحصينة ووقعوا علي حزقيا جزية فدفعها
ولكنهم لم يكتفوا وحاصر سنحا ريب ملك أشور أسوار أورشليم وأهان الرب. وصلي حزقيا
فمات (185000) من جيش أشور حسب نبوة إشعياء وهرب الباقي وقتل سنحا ريب ابناه في
هيكل نسروخ إلهه. ومرض حزقيا بعد ذلك وأخبره إشعياء أنه سيموت ولكنه حزن وصلي فزاد
الرب من عمره 15 سنة وشفاه وأعطاه علامة برجوع الظل علي درجات أحاز (10 درجات) ثم
أرسل له بروذخ بلادان ملك بابل هدية ففتح لهم أبواب القصر وأبواب الهيكل فجاءه
إشعياء وقال له كل ما أريتهم إياه سيأخذونه وحدث هذا في سبي باب فعلاً.
5- منسي
:
ابن حزقيا
وهو أشر ملوك إسرائيل. وهو الذي قتل إشعياء نشراً بمنشار خشبي لتوبيخه إياه. وكان
إشعياء يزيد عن التسعين عاماً. إلا أن منسي قد تاب في أواخر أيامه.
إشعياء
النبي الإنجيلي :
دعي إشعياء
النبي الإنجيلي، من يقرأ سفره يظن أنه يقرأ إنجيلاً عن المسيح وعمله الكفاري.
وأسماه الآباء أيضا،ً أى دعوا سفره الإنجيل الخامس أو إنجيل إشعياء أو إنجيل
الخلاص. وأقتبس منه كتاب العهد الجديد 21 نصاً مباشراً بالإضافة إلي تلميحات كثيرة،
ويتميز سفر إشعياء بنبوات كاملة عن المسيح:
1) ميلاده من
عذراء (7: 14).
2)لاهوته (9:
6).
3) أنه من
نسل يسي (11 :1).
4) ممسوح
لأجلنا (11 :2).
5) معلن الحق
للأمم (42 : 1).
6) يسلك
بالوداعة (42 : 2).
7) واهب
الرجاء للكل (42 : 3).
8) هروبه إلي
مصر (19: 1-2).
9) آلامه
وصلبه (50 : 6 + 53 : 1-12).
10) فتح طريق
الفرح للمفديين بقيامته (35 : 8-10).
11) تحدث عن
الروح القدس (11 : 2، 32 : 15، 42 : 1، 44 : 3 ).
1) تنبأ
إشعياء في أيام الملوك عزيا ويوثام وأحاز وحزقيا وإستشهد في أيام منسي بن حزقيا
الذي أتهمه بالتجديف لقوله أنه رأي الله حيث نشره بمنشار خشبي وكان منسي هذا أشر
ملوك يهوذا وكان هذا لأنه وبخه علي أعماله.
2) بدأ
نبوته في أخر سنة لعزيا أي أنه تنبأ نحو 60 سنة، ويقول التقليد اليهودي (التلمود)
أنهم حين كانوا يعذبون إشعياء بنشره عطش وطلب ماء فرفضوا إعطائه ماء فأخرج له الله
عين سلوام وكان سنه حوالي 92 سنة وأشار بولس لحادثة نشره في (عب 11 : 37 ) وقد
عاصره من الأنبياء هوشع وعاموس وميخا.
3- معني
الاسم إشعياء، الرب يخلص وهذا الاسم يتوافق مع ما في سفره كل الموافقة، فهو يتحدث
عن خلاص الله العجيب (45 : 20-22) وليس أسمه فقط بل أن أسماء أولاده لها دلالات
نبوية : فالأول أسمه شآر يشوب أي البقية سترجع، وقد أخذ إشعياء معه هذا الابن لأحاز
ليقول له أن البقية سترجع من السبي حين سباهم إسرائيل. وأسم الآخر "مهير شلال حاش
بز (مهير = سريع، شلال = يسرق، حاش = يسرع، بز = ابتزاز وسلب) فيكون معني الاسم
يعجل السلب ويسرع الغنيمة والنهب إشارة إلي أن ملك أشور سيحمل ثروة دمشق والسامرة.
لذلك قال عن أولاده هاأنذا والأولاد الذين أعطانيهم الرب آيات وعجائب في إسرائيل (8
: 8) ويضاف لهذا أنه هو نفسه سار حافياً عرياناً لمدة 3 سنوات كنبوة عن سبي مصر
وكوش فهكذا كانوا يفعلون بالأسري حتي إذا سأله أحد لماذا أنت عريان ؟ يقول هكذا
سيحدث للمصريين الذين تريدون الاتكال عليهم وهكذا عمل الله مع هوشع إذ طلب منه أن
يتزوج من زانية وطلب من حزقيال أن ينام علي جنبه عدة أيام. وأيضاً سمي إشعياء زوجته
النبية.
4- كان
مثقفاً ثقافة عالية، وغالبية كتاباته ذات أسلوب شعرى رائع ذو مستوي عالٍ. ونجد
دعوته للنبوة في ص 6 إذ رأي السيد المسيح في مجده.
5- يقال في
الدراسات الحديثة أن هناك 3 كتاب أو كاتبين علي الأقل لسفر إشعياء. وأن من كتب
الإصحاحات (40 - 66) غير من كتب الإصحاحات الأولي لاختلاف الأسلوب وطريقة الكتابة.
وأصحاب هذه الآراء بنو افتراضاتهم هذه بناء علي استحالة أن يذكر إشعياء أسم كورش
صراحة (ص 44، 45) قبل أن يولد كورش بعشرات السنين. ونرد علي ذلك بالآتي
:
أ- لم يقل
أباء اليهود بهذا أبداً والسبعينية نسبت السفر لواحد فقط.
ب- لا
نستبعد أن يتنبأ إشعياء باسم كورش قبل أن يولد كورش فالروح القدس هو الذي ألهمه.
والكتاب كله موحي به من الله. ويوسيفوس المؤرخ اليهودي قال أن كورش نفسه حين رأي
هذه النبوة أصدر أمراً ببناء الهيكل (عز 1 : 1-3) فهل سينخدع ملك ذكي مثل كورش
بهذا.
ج- توجد
اصطلاحات مشتركة في كل السفر.
د- أستطاع
الدارسون لشعر شكسبير أن يحددوا مراحل مختلفة لشكسبير تدل علي مراحل تطور تفكيره مع
أنه كتب خلال 25 سنة، بينما ظل إشعياء يكتب لمدة 60 سنة من الطبيعي أن يتغير أسلوبه
خلالها فهي فترة طويلة.
ه- هناك
حادثة في الكتاب المقدس مشابهة لذكر أسم كورش قبل مولده فقد تنبأ أحد الأنبياء باسم
يوشيا الملك الصالح قبل مولده ب 300 سنة ( 1 مل 13 : 1، 2).
و- أستخدم
العهد الجديد حوالي 90 آية من إشعياء نسبها كلها لإشعياء وليس لكتاب آخرين. إلا أن
المعاندين ردوا علي هذا بأن قالوا أن كل من كتب هذا السفر أسمهم إشعياء وسموهم
إشعياء الأول وإشعياء الثاني وإشعياء الثالث. و واضح أن هذا مجرد عناد لا معني له
إلا إنكار النبوة.
6- كان
إشعياء من نسل ملوكي فهو أبن أموص أخو أمصيا أبو عزيا الملك ولذلك كان دخوله للقصر
أمراً سهلاً.
7- كانت
نصيحة إشعياء عدم التحالف لا مع مصر ولا مع أشور (فهما قوى سياسية وثنية ستجر
البلاد للوثنية بالإضافة لاعتماد يهوذا علي ذراع بشري) ومع هذا أرسل احاز لتغلث
فلاسر ملك أشور لينقذه من يد إسرائيل وسوريا. وقدم له ما في الهيكل وفعلاً سانده
ملك أشور ثم إحتقره فيما بعد ولم يسانده (2 أي 28 : 20، 21)
8- كان
إشعياء ذو نفس منكسرة وقلب منسحق (6 :5)" ويل لي أنا إنسان نجس الشفتين " وكانت
أحشاؤه تئن علي بني شعبه (21 :3) بل وعلي الأمم وعلي أعدائه فشابه
المسيح.
أ- تشمل
نبوات إشعياء عدة مواضيع:
أ- مجد
الأيام الأخيرة ب- نبوات عن مجيء المسيح
ج- نبوات عن
أمم كثيرة د- تعاليم وتعزيات روحية
ه- إطلاع
اليهود علي شرورهم و- الدعوة للتوبة وتعزية الأتقياء.
ز- تأكيد
مجيء المسيح وعلي المؤمنين الانتظار.
10- يشمل
هذا السفر 66 إصحاحاً ومع أن تقسيم الكتاب لإصحاحات هو عمل بشري إلا أننا نلاحظ أن
يد الله امتدت لهذا العمل وأصبح سفر إشعياء بإصحاحاته ال 66 يمثل الكتاب المقدس
بأسفاره ال 66، بل يمكن تقسيم السفر إلي قسمين الأول 39 إصحاح (= عدد أسفار
العهد القديم) وهو يعالج حالة الشعب الماضية).
الثاني 27 إصحاح
(= عدد أسفار العهد الجديد) وتعالج سقوط الإنسان الأول ومجيء السيد
المسيح.
الإصحاحات
1- 39 تؤكد كراهية الله للخطية وتأديب الخطاة العاصين
الإصحاحات
40- 66 تعلن خلاص الله العجيب للخطاة من كل الشعوب والأمم
و الإصحاحات
من 40 - 55 يندر أن نجد فيها آية لا نستطيع أن نبدأ بها كرازة عن المسيح كما حدث
في قصة فيلبس والخصي الحبشي.
11- في ص 42
نسمع عن عبد الرب، فتارة نسمع أنه عبد مختار وموضع سرور للرب وتارة نسمع أنه عبد
أصم وغير أمين. الأول يتكلم عن المسيح آدم الثاني. والثاني يتكلم عن آدم الأول أو
شعب إسرائيل الذي حطمته الخطية فجاء السيد المسيح ليحطم
سلطانها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق